روائع مختارة | روضة الدعاة | أدب وثقافة وإبداع | من أعلام اللغويين.. الفيروزآبادي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > أدب وثقافة وإبداع > من أعلام اللغويين.. الفيروزآبادي


  من أعلام اللغويين.. الفيروزآبادي
     عدد مرات المشاهدة: 2708        عدد مرات الإرسال: 0

اسمه ومولده: محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، أبو طاهر مجد الدين الشيرازي الفيروزآبادي.

كان رحمه الله تعالى ينتسب إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، صاحب التنبيه، وربما يُرفع نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان يكتب بخطه: (الصديقي)[1].
 
وُلِد الفيروزآبادي عام 729هـ 1329م[2]، وذلك في كازرون من أعمال شيراز[3].

وانتقل إلى العراق، وجال في مصر والشام، ودخل بلاد الروم والهند، وزَبِيد باليمن حيث استقر بها العشرين عامًا الأخيرة من عمره[4].

- أهم ملامح شخصيته وأخلاقه:

- كان الإمام محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزآبادي حادَّ الذهن، شديد الذكاء، سريع البديهة، ذا فطنة عظيمة.

وكان حريصًا غاية الحرص على تحصيل العلم وشراء الكتب وحملها معه، مهما كلفه ذلك من مشقَّات، أو جَلَبَ لَهُ من متاعب. 
 
- وعن ذلك يقول ابن حجر في (إنباء الغمر بأبناء العمر): "وقد أكثر المجاورة بالحرمين.

وحصل دنيا طائلة وكتبًا نفيسة، لكنه كان كثير التبذير، وكان لا يسافر إلا وصحبته عدة أحمال من الكتب.

ويُخرِج أكثرها في كل منزلة ينظر فيها، ويعيدها إذا رحل"[5]، وكان لا ينام حتى يحفظ مائتي سطر[6]. 
 
- نشأته:

- نشأ بكازرون، فحفظ القرآن بها وهو ابن سبع، وجوَّد الخط ثم نقل فيها كتابين من كتب اللغة، وانتقل إلى شيراز وهو ابن ثمانٍ، وأخذ اللغة والأدب عن والده ثم عن القوَّام عبد الله بن محمود بن النجم وغيرهما من علماء شيراز.

وسَمِع فيها على الشمس أبي عبد الله محمد بن يوسف الأنصاري الزَّرَندي المدني الصحيحَ، بل قرأ عليه جامع الترمذي هناك درسًا بعد درس في شهور سنة خمس وأربعين وسبعمائة.

وارتحل إلى العراق فدخل واسط وقرأ بها القراءات العشر على الشهاب أحمد بن علي الديواني، ثم دخل بغداد في السنة المذكورة فأخذ عن التاج محمد بن السباك، والسراج عمر بن علي القزويني[7].
 
- شيوخه:

- ارتحل إلى دمشق فدخلها سنة خمس وخمسين فسمع بها من التَّقِي السبكي، وأكثر من مائة شيخ منهم ابن الخبَّاز، وابن القيِّم، ومحمد بن إسماعيل بن الحموي، وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي، وأحمد بن مظفر النابلسي، ويحيى بن علي بن مجلي بن الحداد الحنفي، وغيرهم ببعلبك وحماة وحلب.

وبالقدس من العلائي والبياني والتقي القلقشندي.

ثم دخل القاهرة بعد أن سمع بغزة والرَّملة، فكان ممن لقيه بها البهاء بن عقيل، والجمال الأسنوي، وابن هشام النحوي، وسمع من العز بن جماعة، والقلانسي، والمظفر العطار، وناصر الدين التونسي، وناصر الدين الفارقي، وابن نباتة، والعرضي، وأحمد بن محمد الجزائري.

وسمع بمكة من الضياء خليل المالكي، واليافعي، والتقي الحرازي، ونور الدين القسطلاني، وجماعة. وجال في البلاد الشمالية والمشرقية، ودخل بلاد الروم والهند، ولقي جمعًا من الفضلاء وأخذ عنهم[8].

- تلاميذه:

- من تلاميذه: الشاعر المؤرخ الصلاح الصفدي، والبهاء بن عقيل، والجمال الأسنوي، وابن هشام النحوي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهم[9].
 
- مؤلفاته:

- في التفسير (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) مجلدان، و(تنوير المقياس في تفسير ابن عباس) أربع مجلدات.

و(تيسير فاتحة الإياب في تفسير فاتحة الكتاب) مجلد كبير، و(الدر النظيم المرشد إلى مقاصد القرآن العظيم)، و(حاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص)، و(شرح قطبة الحُساف في شرح خطبة الكشاف). 
 
- وفي الحديث والتاريخ: (شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية) أربع مجلدات، و(منح الباري بالشيح الفسيح المجاري في شرح صحيح البخاري)، و(عمدة الحكام في شرح عمدة الأحكام) مجلدان.

و(امتضاض السهاد في افتراض الجهاد) مجلد، و(الإسعاد بالإصعاد إلى درجة الجهاد) ثلاث مجلدات، و(النفحة العنبرية في مولد خير البرية)، و(الصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر).

و(الوصل والمُنَى في فضل مِنَى)، و(المغانم المطابة في معالم طابة)، و(مهيج الغرام إلى البلد الحرام)، و(إثارة الحجون لزيارة الحجون).

و(أحاسن اللطائف في محاسن الطائف)، و(فصل الدرة من الخرزة في فضل السلامة على الجنزة) قريتان بوادي الطائف.

و(روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر)، و(المرقاة الوفية في طبقات الحنفية)، و(البلغة في تراجم أئمة النحاة واللغة)، و(الفضل الوفي في العدل الأشرفي).

و(نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان) في مجلد، و(تعين الغرفات للمعين على عين عرفات)، و(منية السُّول في دعوات الرسول)، و(التجاريح في فوائد متعلقة بأحاديث المصابيح).

و(تسهيل طريق الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول)، و(الدر الغالي في الأحاديث العوالي)، و(سِفر السعادة)، و(المتفق وضعًا والمختلف صنعًا). 
 
- وفي اللغة وغيرها: (اللامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب)، و(القاموس المحيط والقابوس الوسيط الجامع لما ذهب من لغة العرب شماطيط) في جزأين ضخمين وهو عديم النظير.

و(مقصود ذوي الألباب في علم الأعراب) مجلد، و(تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين)، أخذه عنه البرهان الحلبي الحافظ، ونقل عنه أنه تتبع أوهام المجمل لابن فارس في ألف موضعٍ، مع تعظيمه لابن فارس وثنائه عليه.

و(المثلث الكبير) في خمس مجلدات، و(الصغير)، و(الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف)، و(الدرر المبثثة في الغرر المثلثة)، و(بلاغ التلقين في غرائب اللعين)، و(تحفة القماعيل فيمن يسمى من الملائكة والناس إسماعيل).

و(أسماء السراح في أسماء النكاح)، و(أسماء الغادة في أسماء العادة)، و(الجليس الأنيس في أسماء الخندريس) في مجلد، و(أنواء الغيث في أسماء الليث).

و(أسماء الحمد)، و(ترقيق الأسل في تصفيق العسل) في كراريس، و(مزاد المزاد وزاد المعاد في وزن بانت سعاد) وشرحه في مجلد، و(النخب الطرائف في النكت الشرائف)، إلى غيرها من المؤلفات[10]. 
 
- ثناء العلماء عليه:

- قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب: "كان حافظًا للغة، واسع المعرفة بها"[11].

قال عنه التَّقِيُّ الكِرْمانيُّ: "كان عديم النظير في زمانه، نظمًا ونثرًا بالفارسي والعربي"[12]. وقال الخزرجي في (تاريخ اليمن): "إنه لم يزل في ازدياد من علوِّ الجاه والمكانة ونفوذ الشفاعات والأوامر على القضاة في الأمصار"[13].
 
- وقال المقري: "هو آخر من مات من الرؤساء الذين انفرد كل منهم بفنٍّ فاق فيه أقرانه على رأس القرن الثامن، وهم: الشيخ سراج الدين البلقيني في الفقه على مذهب الشافعي، والشيخ زين الدين العراقي في الحديث.

والشيخ سراج الدين ابن المُلقِّن في كثرة التصانيف وفن الفقه والحديث، والشيخ شمس الدين الفناري في الاطِّلاع على كل العلوم العقلية والنقلية والعربية، والشيخ أبو عبد الله بن عرفة في فقه المالكية بالمغرب، والشيخ مجد الدين الشيرازي (الفيروزآبادي) في اللغة"[14].
 
- وقال عنه أيضًا: "كان كثير العلم والاطلاع على المعارف العجيبة، وبالجملة كان آية في الحفظ والاطلاع والتصنيف"[15]. وقال عنه الزركلي: "كان مرجع عصره في اللغة والحديث والتفسير"[16].
 

- وفاته:

- تُوُفِّي في زَبِيد باليمن سنة 817هـ 1415م[17].

-  --------------------------------------------------------------------------------

- [1] ابن حجر: إنباء الغمر بأبناء العمر، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية، 1986م، 7 160.
 
- [2] السابق نفسه، الصفحة نفسها.
 
- [3] السخاوي: الضوء اللامع 5 29. ابن حجر: إنباء الغمر بأبناء العمر 7 160.
 
- [4] ابن حجر: السابق نفسه، الصفحة نفسها. د رحاب خضر عكاوي: موسوعة عباقرة الإسلام 3 198.
 
- [5] ابن حجر: إنباء الغمر بأبناء العمر 7 161.
 
- [6] السابق نفسه 7 162.

- [7] السخاوي: الضوء اللامع 5 29.
 
- [8] السابق نفسه، الصفحة نفسها.
 
- [9] د. رحاب خضر عكاوي: موسوعة عباقرة الإسلام 3 198.
 
- [10] السخاوي: الضوء اللامع 5 30، 31.

- [11] ابن حجر: تقريب التهذيب 1 13.
 
- [12] السخاوي: الضوء اللامع 5 31.
 
- [13] المقري: أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض 1 250.
 
- [14]السابق نفسه 1 248.
 
- [15] السابق نفسه، الصفحة نفسها.
 
- [16] الزركلي: الأعلام 7 146.
 
- [17] السابق نفسه، الصفحة نفسها.
 
المصدر: موقع قصة الإسلام